وفاة المغنية الأمريكية روبرتا فلاك عن عمر 88 عامًا بعد صراع مع المرض
متابعات: نضال كرتكيلا

وفاة المغنية الأمريكية روبرتا فلاك عن عمر 88 عامًا بعد صراع مع المرض
توفيت المغنية الأمريكية الشهيرة روبرتا فلاك، الحائزة على خمس جوائز غرامي، عن عمر ناهز 88 عامًا، وذلك في منزلها يوم الاثنين، محاطة بعائلتها، وفقًا لما أكدته وكيلة أعمالها الإعلامية، إيلين شوك، لشبكة CNN.
وجاءت وفاة فلاك بعد معاناة طويلة مع التصلب الجانبي الضموري (ALS)، الذي أُعلن عن إصابتها به أواخر عام 2022، وهو المرض الذي حال دون عودتها إلى الغناء، وفقًا لما أفاد به ممثلوها في ذلك الوقت.
مسيرة فنية استثنائية وإرث خالد
تُعد روبرتا فلاك واحدة من أبرز الأصوات الغنائية في جيلها، وقد تركت بصمة لا تُمحى في عالم الموسيقى، حيث اشتهرت بأغانٍ رومانسية خالدة مثل “Killing Me Softly with His Song” و**”The First Time Ever I Saw Your Face”**. وقد تُوجت مسيرتها بجوائز مرموقة، من بينها جائزة غرامي للإنجاز مدى الحياة عام 2020.
بدايات متواضعة وانطلاقة نحو النجومية
وُلدت فلاك في نورث كارولينا ونشأت في فرجينيا، حيث تلقت تدريبًا موسيقيًا كلاسيكيًا منذ صغرها. حصلت على درجة البكالوريوس في تعليم الموسيقى من جامعة هوارد عام 1958، وكانت تطمح إلى أن تصبح عازفة بيانو كلاسيكية، إلا أن التحيزات العرقية آنذاك حالت دون ذلك، مما دفعها للتوجه نحو موسيقى السول والبوب.
بدأت مسيرتها الغنائية في نوادي واشنطن الليلية، حيث اكتشفها عازف الجاز الشهير ليز ماكان، الذي ساعدها على توقيع عقد مع Atlantic Records. وفي أول تجربة أداء لها، أدّت أكثر من 40 أغنية خلال ثلاث ساعات، ما ترك انطباعًا قويًا لدى المنتجين.
صعود سريع نحو النجومية
حققت فلاك نجاحها الأول عام 1969 بإطلاق ألبومها “First Take”، إلا أن شهرتها الواسعة جاءت بعد أن استخدم المخرج كلينت إيستوود أغنيتها “The First Time Ever I Saw Your Face” في فيلمه “Play Misty for Me” عام 1971، مما جعلها تتصدر قوائم الأغاني في الولايات المتحدة وتحصل على جائزة غرامي لتسجيل العام عام 1973.
وفي العام نفسه، أصدرت ألبومها الشهير “Killing Me Softly”، الذي تضمن أغنيتها الأيقونية “Killing Me Softly with His Song”، التي أصبحت واحدة من أكثر الأغاني تأثيرًا في تاريخ الموسيقى الأمريكية.
ناشطة اجتماعية وصوتٌ للقضايا الإنسانية
لم تقتصر مسيرة فلاك على الأغاني الرومانسية فحسب، بل كانت أيضًا فنانة ملتزمة بالقضايا الاجتماعية والإنسانية. وصفها الناشط الحقوقي جيسي جاكسون بأنها “ذات أهمية اجتماعية ولا تخاف سياسيًا”.
وفي عام 2020، أعربت فلاك عن حزنها العميق لاستمرار القضايا التي غنّت عنها قبل 50 عامًا، مثل الحقوق المدنية، والمساواة، والفقر، والجوع، مؤكدة أن أغانيها لا تزال تعكس واقع المجتمع المعاصر.
رحيل أيقونة خالدة
برحيل روبرتا فلاك، تفقد الساحة الموسيقية إحدى أعظم الأصوات التي ألهمت أجيالًا من المستمعين والفنانين. وستبقى أعمالها خالدة في ذاكرة محبي الموسيقى حول العالم، شاهدةً على إرث فني استثنائي جمع بين الرومانسية والالتزام الاجتماعي.