
الكتابة… صوت الروح
الكتابة أحيانًا صرخة، وأحيانًا همسة، وأحيانًا آهات، لكنها دائمًا إحساس قوي يصل إلى كل القلوب. الكتابة هي الصوت الذي فقدناه، هي روح مرهقة وأمنيات ضائعة، هي آخر رمق للكبرياء، هي النبض في الجسد الميت، وهي الحياة إن كانت هناك حياة. ليست الكتابة مسابقة أو مكسبًا، ولا هي بحث عن غاية أو مطلب، بل هي متنفس للروح الجريحة، لمن يزرعون الورود في قلوبنا دون أن يشعروا.
الوحدة الاتحادية… حلم راسخ
الوحدة الاتحادية هدف سامٍ نسعى إليه بقناعة راسخة ويقين لا يتزحزح. كنا ولا زلنا نقول إن الديمقراطية لم ولن تسود ما لم نتحلَّ بقيمها ونبني حزبًا ديمقراطيًا مؤسسيًا عملاقًا. حزب الوسط، المستلهم من إرث الأزهري وأشقائه، هو الحزب الذي يعكس المزاج السوداني بتعدده وتنوعه الجميل.
المرأة… النصف المكمل للحياة
يكفي المرأة شرفًا أن الله سبحانه وتعالى كرمها في القرآن بسورة النساء، وأنه خلقها من ضلع الرجل لتكون توأمه وأنيس وحدته وسكنه. هي الأم التي جعل الله الجنة تحت قدميها، وهي الزوجة والبنت والأخت والجدة والخالة والعمة. المرأة هي الحنان، الطيبة، الأمل، العطف، والسكينة. هي الأمانة التي كلفنا الله برعايتها، وهي التي رغم كل شيء تبقى توأم الرجل وحبيبته.
الهويات والتاريخ… جدل لا ينتهي
من المعيب أن يجهل الإنسان تاريخ قبيلته وهجرات المجموعات العربية والأفريقية التي صنعت السودان. أغلب القبائل في السودان وافدة، فمن غير المنطقي أن يكون الإنسان منتمياً لأمة ما ولا يعرف تاريخها. البعض يسعى لنفي الآخر وتقزيم هويته لتحقيق انتصارات زائفة. لكن الحقيقة الثابتة هي أننا جميعًا شعوب وقبائل خلقنا الله لنتعارف، وليس لنتصارع أو نتنكر لبعضنا البعض.
السياسة السودانية… بين الجهل والدماء
بعد الحرب، أتمنى أن تؤسس الدولة مدارس تمنح شهادات مهنية لممارسة السياسة وإدارة الحياة. فلو أصبحت السياسة مهنة قائمة على الوعي، لأمكننا تجنب الكثير من المآسي. لكن حين تكون السياسة من إنتاج “حلة عباس”، فلا أمل إلا في نشر الوعي. لا يمكن أن يكون البروفيسور حاملًا للسلاح بدلاً من أن يكون مرشدًا لتجنيب الأرواح، لكن الواقع يقول إن الكثيرين يلهثون وراء الكراسي الملطخة بالدماء.
الطيبة… قوة أم ضعف؟
“لا تندم أبدًا على كونك شخصًا جيدًا مع الأشخاص الخطأ، فسلوكك يعبر عنك وسلوكهم يعبر عنهم.” أن تكون شخصًا جيدًا ليس أمرًا سهلًا، خاصة عندما تواجه الجحود أو الاستغلال. مجتمعنا يعاني من هوس الانتقام، وكثيرون يندمون على عمل الخير إذا لم يلقوا شكرًا عليه. لكن العطاء لا يجب أن يكون مشروطًا بالامتنان، فالنور الذي تنشره في حياة الآخرين قد يضيء لهم طريقًا مظلمًا.
أقوياء بلا غرور
تغتالنا الكلمات القاسية، والنظرات المشحونة بالشك، والأحقاد التي ترتدي ثوب المحبة. تغتالنا الأحلام التي نقاتل لتحقيقها، بينما يطعننا في الظهر من ظنناهم سندًا. لكن رغم كل ذلك، لم نستطع يومًا أن نعاملهم بالمثل، لأن قوتنا ليست في القسوة، بل في الثبات على مبادئنا.
خطاب الكراهية… أداة للهدم
تصاعد خطاب الكراهية في السودان ليس عفويًا، بل هو نتيجة منهجية لجهات مهزومة سياسيًا أو متضررة من سقوط النظام السابق. هذه الجهات تعمل على تفكيك النسيج السوداني عبر استغلال الأزمات وتأجيج الصراعات القبلية والجهوية. السودانيون كانوا دومًا أمة متماسكة بانتماءاتها الكبيرة، لكن هناك من يسعى لتقزيمهم وإغراقهم في صراعات صغيرة. علينا أن نكون واعين لهذه المخططات وألا نسمح لهم بجرّنا إلى مستنقع الكراهية والعنصرية.
ختامًا…
الحياة مليئة بالصراعات، ولكن يبقى الأهم هو أن نحافظ على إنسانيتنا وسط كل هذا الضجيج. لا تتوقف عن فعل الخير، لا تجعل الإحباط يسرق منك بريق روحك، ولا تترك الحقد يحدد ملامح مستقبلك.