مقالات الرأي عالمي
أخر الأخبار

السودان.. شوق السلطة ولعنة الدرويش: صراع يتجدد بين الماضي والحاضر

📝:نضال كرتكيلا

 

٠يعيش السودان اليوم صراعًا يتجاوز كونه نزاعًا على السلطة، فهو صراع ثقافي، سياسي، وأيديولوجي تغذّيه النخب التي كرّست الانقسام لعقود. ورغم تصوير الاقتصاد كسبب رئيسي للأزمة، إلا أنه مجرد عرض جانبي لصراع أعمق حول هوية الدولة ومسارها السياسي.

هذا المشهد يعيد إلى الأذهان أحداث شوق الدرويش لحمور زيادة، التي عكست كيف استخدمت المهدية الدين كأداة للسيطرة والإقصاء، وهو ما يتكرر اليوم بأشكال مختلفة.

الصراع السوداني: أزمة نخب أم أزمة هوية؟

منذ الاستقلال، ظل السودان محكومًا بصراع بين رؤى متضادة، بين من يسعى لدولة دينية ذات طابع عربي وإسلامي، ومن ينادي بدولة مدنية متعددة الثقافات. في كل مرة، يتم إقصاء طرف لصالح آخر، مما جعل الاحتكار السياسي والثقافي أساس الأزمة.

“شوق الدرويش”: انعكاس للصراع الحالي

تصوّر الرواية كيف استغلت المهدية السلطة الدينية لقمع التنوع، وهو ما يتشابه مع الواقع السوداني اليوم، حيث تحاول الأطراف المتنازعة فرض أيديولوجياتها دون حلول وسطية. شخصيات الرواية، مثل بخيت منديل، تمثل الفئات المهمشة اليوم، التي تجد نفسها ضحية لصراعات لا تخدم سوى النخب الحاكمة.

الاقتصاد: أداة صراع وليس سببًا له

الأزمة الاقتصادية ليست المحرك الأساسي للصراع، بل تُستخدم كأداة لتعزيز السلطة، حيث تستغل القوى المتصارعة الموارد لضمان الولاء، مما يؤدي إلى الفساد، سوء الإدارة، والتدهور الاقتصادي، بينما يبقى المواطن هو الضحية الأكبر.

الخاتمة: هل سيتكرر التاريخ؟

كما سقطت الدولة المهدوية نتيجة الإقصاء والجمود الفكري، فإن أي مشروع لا يعترف بالتعددية مصيره الفشل. السودان اليوم أمام خيارين: إما كسر دائرة الصراع الأيديولوجي، أو الاستمرار في إعادة إنتاج الأزمات، والسؤال: هل سنتعلم من التاريخ أم سنظل محكومين بتكراره؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى