تحديات سوق العمل بين أعمال مندثرة وأخرى تشق طريقها إلى النور
بقلم: ناهد الروبي

يظل التعليم عملية مستمرة غير مرتبطة بعمر أو فئة، ولضمان مواكبة كل ما هو جديد، يجب أن تصاحب السياسات التعليمية والمناهج بعض التغييرات الضرورية. فالتعليم الأكاديمي مهم، لكنه يحتاج إلى جانب عملي يفتح أعين الشباب على ما يحيط بهم، خاصة في ظل التطور التكنولوجي وتأثيره على الاقتصاد وتغير مفاهيم سوق العمل. فقد أصبحت الحداثة شرطًا أساسيًا لأي عمل يريد أن يواكب عجلة التغيير، إذ إن عدم التأقلم مع متطلبات العصر قد يؤدي إلى خروج المؤسسات أو الأفراد من لعبة العرض والطلب.
سوق العمل: مفهومه ومكوناته
سوق العمل هو فضاء يضم جميع الباحثين عن فرص وظيفية في مختلف المجالات، وفقًا لمهاراتهم وإمكانياتهم. وهو قائم على عنصرين أساسيين:
العرض: ويمثل الأفراد القادرين على أداء الوظائف المتاحة.
الطلب: ويشمل المؤسسات والشركات التي تسعى إلى توظيف كوادر مؤهلة لتلبية احتياجاتها.
التكنولوجيا وأثرها على سوق العمل
شهد سوق العمل تغيرات جوهرية نتيجة التطور التكنولوجي المتسارع، حيث تأثرت الوظائف وطرق التصنيع، مما أدى إلى ظهور أعمال جديدة واندثار أخرى. كما تغيرت طبيعة المهارات المطلوبة، مما يشكل تحديًا لكل من المؤسسات والأفراد، إذ إن عدم التكيف مع هذا التطور قد يؤدي إلى خسائر كبيرة.
أفضل مثال على ذلك هو شركة “نوكيا”، التي لم تتمكن من مواكبة التحولات الرقمية مقارنة بمنافسيها مثل “أبل” و”مايكروسوفت”، ما أدى إلى تراجعها وخروجها من المنافسة. وعلى مستوى الأفراد، أصبح من الضروري تطوير المهارات الشخصية والمهنية لمواكبة متطلبات سوق العمل المتغيرة باستمرار.
تحديات سوق العمل اليوم
يواجه الشباب تحديات عدة تبدأ من مرحلة ما قبل التعليم الجامعي، حيث يفتقر معظمهم إلى رؤية واضحة لما يريدون تحقيقه بعد التخرج. ويؤدي غياب التخطيط المبكر للمستقبل وعدم اكتساب المهارات العملية إلى ضعف الثقة بالنفس، مما ينعكس سلبًا على جاهزيتهم لسوق العمل.
كما أن قلة الفرص المتاحة في بعض المجالات، إلى جانب عدم توفر التأهيل المناسب، ينتج عنه دخول أفراد غير مؤهلين إلى السوق، مما يزيد من معدلات البطالة.
الحلول المقترحة
لمواجهة هذه التحديات، لا بد من:
1. زرع الثقة في الشباب من خلال توجيههم نحو التخطيط المبكر لمستقبلهم الوظيفي.
2. تعزيز الجوانب العملية في التعليم لتمكينهم من اكتساب المهارات اللازمة لسوق العمل.
3. متابعة منصات التوظيف لمعرفة أكثر الوظائف طلبًا، وبالتالي تطوير المهارات المطلوبة في تلك المجالات.
4. توفير التدريب والتأهيل المستمر لمساعدة الأفراد على التكيف مع المستجدات التكنولوجية والاقتصادية.
الإعداد الجيد والاستعداد لمتغيرات سوق العمل يسهمان في تقليل الفجوة بين التعليم والتوظيف، مما يعزز فرص الشباب في الحصول على وظائ
ف تلبي تطلعاتهم وتسهم في تنمية الاقتصاد.