“أبو عركي البخيت.. آخر القلاع الصامدة في وجه نار الحرب!”
✍️ نضال كرتكيلا
أبو عركي البخيت، المولود في عام 1948 بمدينة ود مدني، يُعتبر من أبرز الموسيقيين السودانيين الذين جمعوا بين الفن والالتزام بقضايا الوطن. تميز بمواقفه الثابتة ضد الأنظمة الديكتاتورية، حيث قاطع الإذاعة والتلفزيون الرسميين لقرابة ثلاثة عقود احتجاجًا على نظام الإنقاذ الذي استولى على السلطة عام 1989.
مع اندلاع الحرب في السودان، اختار أبو عركي البقاء في منزله بحي العرضة في أم درمان، رافضًا مغادرته رغم المخاطر. هذا الموقف يعكس رفضه للحرب وتمسكه بالبقاء مع شعبه في أصعب الظروف. في مقطع فيديو متداول، ألقى قصيدة يخاطب فيها زوجته الراحلة عفاف الصادق، داعيًا السودانيين للعودة إلى منازلهم وعدم الخوف، مؤكدًا على أهمية الصمود والبقاء في الوطن.
لم يقتصر دوره على البقاء فقط، بل استخدم فنه للدعوة إلى السلام. ظهر في مقاطع فيديو يناشد فيها بتحكيم العقل وإيقاف الحرب التي أثقلت كاهل الشعب السوداني، مؤكدًا أن الشعب قد تعب من ويلات الصراع.
موقف أبو عركي يعكس التزامه العميق بقضايا شعبه، حيث اختار أن يكون فاعلًا وملهمًا في مواجهة الحرب، رافعًا راية المقاومة المدنية والدعوة لوقف الصراع والعودة إلى الحياة المدنية.
يبقى أبو عركي البخيت رمزًا للصمود والتفاني في خدمة الوطن، مستخدمًا فنه ومواقفه للدعوة إلى السلام والتغيير الإيجابي في السودان.