مدرسة الإخوة السودانية الليبية في طرابلس: نموذجٌ للنجاح والتحدي
بقلم:ناهد الروبي

تُعَدُّ مدارس الصداقة من أهم الأفكار التي نُفِّذت باتفاقيات بين الدول، حيث ساهمت في تبادل الخبرات وإثراء العملية التعليمية. هذه المدارس، التي تعمل تحت رعاية السفارات، تُقدِّم خدماتها للرعايا في البلدان المضيفة، وتُشرف عليها البعثات الدبلوماسية.
مقومات الإدارة الناجحة
الإدارة هي فن تنظيم وتوظيف الموارد المتاحة لتحقيق الأهداف المحددة. ومن أهم مفاتيحها:
التواصل والإرشاد: تعزيز العلاقة بين الإدارة والموظفين، مما يُحسِّن الأداء.
اتخاذ القرارات المناسبة: القدرة على اتخاذ قرارات تتناسب مع كل موقف، مع التحلي بالمرونة لتعديلها عند الحاجة.
القيادة الشمولية: امتلاك رؤية واسعة وشاملة للأمور، مما يُميِّز المدير الناجح.
مدرسة الإخوة السودانية الليبية-طرابلس كنموذج
تتميز مدرسة الإخوة السودانية الليبية بطرابلس ببيئة مشابهة للحرم الجامعي، حيث تضم جميع المراحل التعليمية تحت سقف واحد. وبالنظر إلى الأوضاع الراهنة، أصبحت هذه المدرسة ملاذًا للسودانيين الفارِّين من ويلات الحرب، حيث يجدون فيها جزءًا من وطنهم ويلتقون بأبناء جلدتهم.
التحديات التي واجهت المدرسة قبل وبعد اندلاع الحرب
على الرغم من عراقة مدرسة الإخوة السودانية الليبية، إلا أنها واجهت العديد من التحديات التي كادت أن تؤدي إلى إغلاقها، منها:
1. خلافات قانونية وقضائية.
2. انتشار صورة سلبية عن المدرسة.
3. ضعف العلاقة بين المدرسة والسفارة السودانية بطرابلس.
4. مشكلة نقص المقاعد، حيث كان الطلاب يكتبون على أرجلهم.
5. ابتعاد الجالية عن المدرسة وعدم دعمها.
6. توقف الدعم الحكومي.
7. عجز مالي أثَّر على الجوانب الأكاديمية والثقافية والتربوية.
8. اندلاع الحرب، مما أدى إلى زيادة عدد الطلاب الفارِّين إلى ليبيا بأعداد تفوق استيعاب المدرسة.
في ظل هذه التحديات، تم تكليف الدكتور عبد المحمود النور بإدارة المدرسة، حيث نجح في تحويلها إلى نموذج يُحتذى به، منافسًا أقوى المدارس داخل السودان وخارجه.
أهم الإنجازات تحت قيادة الدكتور عبد المحمود النور
تحسين البيئة المدرسية: سد النقص في المعلمين، وتأسيس هيكل إداري متكامل، وإضافة مكتب لشؤون الطلاب وآخر للأخصائي الاجتماعي.
توفير الموارد التعليمية: تأمين الكتب والمقاعد اللازمة للطلاب.
صيانة المرافق: الاهتمام بالتعقيم، الصيانة، وتوفير المياه.
تعزيز العلاقات الخارجية: تقوية الروابط بين المدرسة والسفارة السودانية والجالية والسلطات الليبية، مما أتاح للمدرسة حرية التحرك في معظم الملفات.
تحسين الوضع المالي: كسب ثقة المنظمات العالمية والجهات المانحة، وتعزيز دعم الجالية للمدرسة.
استيعاب الطلاب المتأثرين بالحرب: افتتاح مدرسة سودانية رديفة لاستيعابهم، بدعم من المنظمات والمانحين والسفارة السودانية.
تشجيع الاستثمار في التعليم: تحفيز المستثمرين على افتتاح مدارس منتسبة لمدرسة الإخوة وتعمل تحت ظلها.
تُظهر هذه الاستراتيجية التي اتبعها الدكتور عبد المحمود النور في تحليل المشكلات ووضع الخطط المناسبة، كيف يمكن للإدارة الناجحة أن تقود المؤسسات إلى بر الأمان، حتى في أصعب الظروف.