..
لستُ بخيرٍ في هذه الأيام، أشعر باضطرابٍ شديد، وأتأرجح بين شعورين؛ أحيانًا أرى نفسي جبلًا شامخًا، صامدًا في وجه الريح، وأحيانًا أشعر أنني غصنٌ هشّ، تهزّه نسمةٌ خفيفة. ثم ينتهي بي الحال إلى زاوية الصمت، حيث يرحل بي الإحساس إلى مكانٍ لا عنوان له، وحده الصمت يبقى… فهو أوفى صديق.
لكنني تعلمتُ من مرارة قهوتي أن المُرّ أحيانًا يأتي على هيئة لذة، وأن كل مُرّ سوف يمُرّ، وأن كل شيء في الحياة عابر… لا شيء يبقى، حتى العمر يمضي كرَشفةِ قهوة. ولكن لا بأس، فهذه مجرد أيام تحتاج إلى المزيد من الاجتهاد، وسأبذل فيها كل ما أستطيع، لأنها ستصنع مستقبلنا.
هناك… حيث لا أحد غيركِ في الأرض يعجبني.
وهنا… حيث لا أحد في الكون سيحبكِ مثلي.
بيننا مسافات، ولكن ما بين روحي وروحكِ همسةُ شوقٍ لا تسمعها إلا قلوبنا.
وفي الختام، سأثبت لكل تلك المحاولات التي باءت بالكسر أنني أترمّم من جديد، أحيا بتلك الكسور وأترابط بها.
سأواصل!
سأواصل الطريق رغم ظلمته، لن تهزّني أبوابٌ أُغلِقت في وجهي، وإن لم يكن لها مفتاح
