
الحارة ما مرقت
ست الدوكة ما وقعت
تات تات الرحمتات
ادونا تلات بلحات
تين تين
ادونا لحم ميتين
هكذا كان ينشد الاطفال في يوم الرحمتات العادة السودانية التي اندثرت عند الكثيرين ، واصبحت من العادات التي تحكي قصص الوفاء لمن توفاهم الله الى رحمته .
اصل الرحمتات
يؤكد المختصون في التراث ،ان اصل الكلمة يتكون من جزئين ،الرحمة ،تأتي ،التي تقبلها جات بالعامية ،ولا ادري لماذا لم تسمى( بالرحمجات) ، لكن ليس بمهم طالما انها تعني مجيئ الرحمة (الصدقة )التي تخرج للمتوفيين ،وغالبا ما تكون عبارة عن ارز ولحمة (فتة) وكانت تقدم للاطفال ،خاصة اطفال الخلاوى .
الرحمتات والجمعة اليتيمة
لان غالب الشعب السوداني يرتبط وجدانه ارتباطا وثيقا بالعادات والمعتقدات ،اختاروا آخر جمعة في شهر رمضان المبارك لتكون يوما لتقديم الرحمتات ،باعتبار البركات والخيرات التي تكون في العشر الاواخر من رمضان ،خاصة يوم الجمعة ، فيحتسبونه يوما للتضرع والدعاء والصدقات لمن توفاهم الله من الاهل والاقارب خاصة (الاب ،الام) .
اندثار الرحمتات بشكلها القديم
كما اسلفت ان الرحمتات كانت وجبة عبارة عن فتة بالاضافة الى البليلة والبلح ، الا انه مع تطور الزمن وتغير الناس ،تمت اضافة العديد من الاصناف الحديثة الى الرحمتات (الفطائر ، المقبلات ،المعجانات ،اضافة الى صحن الفتة الذي ينزوي بعيدا في طرف الصينية ). كما ان الامر اصبح اشبه بالمظهر الاحتفالي حيث يتم تقديم الدعوة للاهل والاصدقاء والجيران ، وقلما تتم دعوة الاطفال كما كان سابقا.
ولكن رغم تغييرها الا ان تبقى لفتة من اهل المتوفى ومن تقدم لهم الدعوات لرفع الاكف بالدعاء رحمة للميت ،الذي بموته ينقطع عمله الا من ثلاث،احداها(ولد صالح يدعو له ) .
اللهم ارحم والدي ووالدين الذين توفاهم الله في هذا الشهر الفضيل واعتق رقابنا ورقابهم من النار