شنّ المهندس محمد عيسى عبدالرحمن، أحد أبرز قيادات الهيئة الشعبية لإسناد متحرك الشهيد الصياد، هجوماً لاذعاً على قائد ثاني قوات الدعم السريع عبدالرحيم دقلو، مؤكداً أن تصريحاته الأخيرة الصادرة من نيالا تعكس حالة التخبط والغوغائية التي يعيشها، عقب الهزائم الساحقة التي منيت بها قواته في جميع المحاور بالعاصمة الخرطوم، وولايات الجزيرة والنيل الأبيض وسنار.
وانتقد محمد عيسى بشدة التهديدات التي وجّهها دقلو للإدارات الأهلية، والتي رفضت الانخراط في استنفارات جديدة بعد أن انكشفت حقيقة مشروع آل دقلو وفشله الذريع، الذي أهلك الآلاف من أبناء تلك القبائل. وقال مخاطباً دقلو:
“لم يعد هناك من يقف معك، ولن تجد من يستنفر لأجلك بعد اليوم. لقد كذبت على الناس، وأهلكت أبناءهم بأطماعك الفارغة، ولم تحقق شيئاً ولن تحقق شيئاً. هذه هي الحقيقة يا عبدالرحيم؛ فكف عن تمثيلك البائس على المجتمع، أنت انتهيت.”
وأعرب محمد عيسى عن دهشته من تهديدات دقلو للعاملين في الخدمة المدنية الذين يتلقون رواتبهم من الحكومة الشرعية ببورتسودان، رغم تواجدهم تحت مناطق سيطرة قواته، مؤكداً أن هذه الرواتب تمثل شريان حياة لأسرهم. وتساءل ساخراً:
“كيف تطالب بوقف هذه الخدمة الإنسانية المحدودة التي تبقي هؤلاء الأسر على قيد الحياة؟!”
وأضاف محذراً:
“اعلم أن المجتمع في دارفور سينفجر قريباً بسبب ممارساتك وتهديداتك، وسيقضي عليك حتى قبل أن تصل إليك طلائع متحركات الجيش التي تحاصر مشروعك الفاشل من كل جهة.”
وفي تعليقه على تهديدات دقلو بغزو شمال السودان وفتح جبهات جديدة، أكد محمد عيسى أن هذه التصريحات تكشف بوضوح غياب أي مشروع وطني حقيقي، وأن الحرب التي أشعلها الدعم السريع وحلفاؤه ليست إلا حرباً عبثية تُغلف بشعارات كاذبة.
وتساءل محمد عيسى مستنكراً:
“هل تعني الديمقراطية تدمير البلاد، وقتل الشعب، ونهب ثرواته، وترويع الآمنين العزل؟!”
ورفض بشكل قاطع التوجيهات التي أصدرها دقلو لقواته بقتل المتهمين دون محاكمات، معتبراً ذلك دليلاً دامغاً على الطبيعة الإرهابية الإجرامية لهذه الميليشيات، التي لا تصلح لإقامة دولة أو تقديم تجربة إدارية محترمة.
وتابع قائلاً:
“إن كنت ترى في القتل دون محاكمة حلاً، فأنت عملياً تحكم على كل قواتك بالإعدام، لأنهم جميعاً متفلتون طالما أنك قائدهم. والتجارب البشعة التي خلفتموها في كل منطقة وطأتها أقدامكم خير شاهد على ذلك.”
وأضاف:
“أنتم تقدمون نموذجاً صادماً في كل شيء. فلا تتحدث عن الانضباط وأنت تقود مجموعات من المرتزقة القادمين من دول مختلفة، لا يعرفون سوى التفلت والنهب (الشفشفة) كأسلوب حياة.”
وأشار إلى أن مدينة نيالا، التي يسيطر عليها الدعم السريع، تعيش حالة من الانفلات الأمني غير المسبوق.
ووجّه محمد عيسى خطاباً خاصاً إلى مجتمع جنوب دارفور قائلاً:
“نحن جزء منكم، أنتم أهلنا. وأحذركم من السير خلف عبدالرحيم دقلو الذي أصبح رجلاً بلا هدف ولا مشروع. إن حديثه عن استهداف الشمالية ونهر النيل ليس إلا محاولة بائسة لرفع معنويات قواته المنهارة، عبر خطاب موغل في العنصرية والكراهية وتفتيت وحدة السودان.”
وأكد أن دقلو لم يعد يملك أي مقومات لتحقيق مكاسب حقيقية لصالح أهله ومجتمعه، قائلاً:
“لا تنخدعوا به. لقد كان يسيطر على معظم المواقع الاستراتيجية في العاصمة والولايات، ومع ذلك هرب منها يجر أذيال الخيبة، مخلفاً وراءه قتلاه وجرحاه وآلياته العسكرية.”
واختتم محمد عيسى حديثه قائلاً:
“أي ديمقراطية يتحدث عنها دقلو وهو يهددكم بتقديم ما تبقى من أبنائكم وقوداً لحرب عبثية خاسرة؟!
