
أديس أبابا – 14 فبراير 2025 نيلوتيك نيوز
أصحاب السعادة، أصدقاء السودان الأعزاء،
تحية طيبة، مع مراعاة كافة البروتوكولات،
أتوجه بالشكر إلى رئيس الوزراء أبي أحمد على إتاحة الفرصة لي مجددًا لأوجه نداءً عاجلًا للمجتمع الدولي من أجل تخفيف المعاناة المأساوية التي يعيشها الشعب السوداني، هذا الشعب العظيم الذي أكنّ له بالغ الإعجاب والتقدير.
في منصبي السابق كمفوض سامٍ لشؤون اللاجئين، أتيحت لي فرصة العمل بشكل وثيق في السودان، حيث لمست عن قرب الكرم الهائل للشعب السوداني، الذي لم يتوانَ عن دعم النازحين داخليًا واللاجئين من دول الجوار، بما في ذلك إريتريا وتشاد وجنوب السودان، بل وحتى من إثيوبيا في بعض الفترات.
واليوم، يتوجب على المجتمع الدولي أن يظهر نفس مستوى الدعم للشعب السوداني في محنته الحالية، تمامًا كما فعل السودانيون في وقوفهم مع جيرانهم وقت الأزمات. وستكون التعهدات التي ستُقدَّم في هذا المؤتمر تجسيدًا لهذا الدعم.
خطط الاستجابة الإنسانية لعام 2025
الأسبوع المقبل، سيطلق نظام الأمم المتحدة، بالتعاون مع الشركاء الوطنيين والدوليين، خطة الاحتياجات والاستجابة الإنسانية للسودان لعام 2025، بالإضافة إلى خطة استجابة اللاجئين السودانيين لعام 2025.
تتطلب هاتان الخطتان تمويلًا بقيمة 6 مليارات دولار لدعم نحو 21 مليون شخص داخل السودان، بالإضافة إلى ما يقرب من 5 ملايين لاجئ سوداني في دول الجوار، في ظل أزمة إنسانية غير مسبوقة على مستوى القارة الإفريقية.
أود أن أتوجه بالشكر العميق للدول المضيفة لـ 3.3 مليون لاجئ سوداني، رغم ما تواجهه هذه الدول من تحديات جسيمة.
إن هذه النداءات الإنسانية التي تنسقها الأمم المتحدة تتجاوز أي نداءات أُطلقت سابقًا بشأن السودان والمنطقة، وهو ما يعكس حجم الاحتياجات الهائل وغير المسبوق.
الأزمة في السودان والتداعيات الإقليمية
أصحاب السعادة،
السودان يعيش أزمة ذات أبعاد مذهلة وقسوة بالغة، وهي أزمة تمتد تداعياتها بشكل متزايد إلى المنطقة الأوسع. وهي أزمة تتطلب اهتمامًا مستدامًا وعاجلًا من الاتحاد الإفريقي والمجتمع الدولي ككل.
ولا يزال الوصول الإنساني يمثل تحديًا جوهريًا، لا سيما في المناطق التي تشهد أعنف المعارك.
أحيي الجهود الشجاعة للمستجيبين المحليين ومنظمات المجتمع المدني، بما في ذلك المنظمات النسائية، الذين يواصلون تقديم المساعدات والخدمات لمجتمعاتهم رغم المخاطر الكبيرة التي تهدد حياتهم.
المبادئ الأساسية للاستجابة الإنسانية
أصحاب السعادة،
بينما نركز على الاستجابة للاحتياجات الإنسانية، يجب أن نؤكد على بعض المبادئ الأساسية:
يجب حماية المدنيين، بمن فيهم العاملون في المجال الإنساني.
يجب تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بسرعة وأمان ودون عوائق إلى جميع المناطق المتضررة.
يجب وقف الدعم الخارجي وتدفق الأسلحة، إذ إنه يساهم في استمرار الدمار وسفك الدماء بين المدنيين.
الدعوة إلى وقف القتال ودعم السلام
أصحاب السعادة،
نحن نعلم ما يريده الشعب السوداني.
لقد أجرينا مشاورات واسعة مع المدنيين السودانيين، وهم يطالبون بوقف فوري لإطلاق النار وحماية أرواح المدنيين.
إن مبعوثي الشخصي يجري حوارات مع الأطراف المتحاربة حول خطوات عملية لتحقيق هذه الأهداف، بما في ذلك التنفيذ الكامل لإعلان جدة.
نداء عاجل بمناسبة شهر رمضان
أصحاب السعادة،
نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، وهو زمن للسلام والرحمة والعطاء والتضامن.
لذا، أدعوكم جميعًا لاستخدام نفوذكم الهائل لصالح الخير، وذلك عبر:
دعم الاستجابة الإنسانية بسخاء.
الضغط لاحترام القانون الدولي، ووقف القتال، وضمان وصول المساعدات الإنسانية.
العمل من أجل السلام الدائم الذي يحتاجه السودانيون بشدة.
علينا أن نبذل المزيد – وبسرعة – لإنهاء معاناة الشعب السوداني وإخراجه من هذا الكابوس.
وأشكركم.