
نيولتيك :طرابلس
اجتاحت حملات تحريضية مسعورة مواقع التواصل الاجتماعي الليبية خلال الفترة الماضية، وازدادت حدتها في الأيام الأخيرة، مما أدخل الرعب في قلوب مئات الآلاف من المهاجرين الأفارقة الذين لفظتهم بلدانهم ودفعهم الواقع القاسي إلى الهجرة نحو ليبيا بطرق غير شرعية. باعتبارها دولة حدودية لعدد من الدول الإفريقية ومعبرًا نحو أوروبا، كانت ليبيا ملاذًا للكثيرين رغم هشاشتها الأمنية، إلا أن المهاجرين يجدون أنفسهم اليوم غير مرحب بهم، وسط تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على طردهم.
حملة تحريض واسعة النطاق
مجموعة من الليبيين، بحجة معارضة فكرة توطين الأفارقة في ليبيا – وهي فكرة لا يُعرف من أين أتوا بها – أشعلوا موجة من السباب واللعنات العنصرية ضد الأفارقة والأجانب عمومًا، وصلت إلى حد التهديد المباشر. وكأن المهاجرين الأفارقة جاؤوا إلى ليبيا في نزهة، وليس هربًا من الحروب والاضطهاد والأوضاع الاقتصادية المتردية في بلدانهم، بحثًا عن حياة أكثر أمنًا واستقرارًا.
إلا أن الأمر لم يقتصر على الخطاب العدائي في الفضاء الإلكتروني، بل تُرجِم إلى حملات أمنية مكثفة في عدد من المدن الليبية، حيث تم اعتقال أعداد كبيرة من اللاجئين الأفارقة، مما دفع المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان الليبية إلى إصدار بيان تحذيري صباح اليوم، الأربعاء 12 مارس.
تحذير من التداعيات الخطيرة
حذرت المؤسسة في بيانها من الانجرار وراء هذه الدعوات التحريضية، مؤكدة أن هذه الحملات الإعلامية المغلوطة والمضللة ضد المهاجرين غير النظاميين قد تؤدي إلى تداعيات قانونية دولية خطيرة. كما نبهت إلى خطورة ارتكاب أي جرائم عنف أو سوء معاملة أو أعمال انتقامية بحق المهاجرين بسبب هذه الحملات الإعلامية، محذرة من استغلال المظاهرات لإثارة الفوضى والعنف ضد الأجانب في ليبيا.
ليبيا ليست استثناءً
لم تقتصر حملات الكراهية والطرد على ليبيا وحدها؛ ففي الجزائر، ومنذ يناير 2024، قامت السلطات بطرد نحو 20 ألف مهاجر أفريقي، بينهم نساء وأطفال، إلى النيجر. وغالبًا ما تتم عمليات الطرد هذه في ظروف قاسية، حيث يُترك المهاجرون في الصحراء بالقرب من الحدود، ويجبرون على السير لمسافات طويلة للوصول إلى بر الأمان.
الوضع في تونس والمغرب ليس بأفضل حال؛ فقد شهد البلدان حوادث قتل وانتهاكات بحق المهاجرين الأفارقة، مما يعكس أزمة أعمق تتعلق بكيفية تعامل دول شمال إفريقيا مع ملف الهجرة غير الشرعية.
دول اوربية ايضا ترفض الأفارقة
ومؤخرا ايضا صرحت بعض الدول،المنضوية تحت مظلة الاتحاد الاوربي ،برفضها توطين المهاجرين غير الشرعيين وغالبيتهم افارقة .
السؤال الذي يفرض نفسه
في ظل هذه الحملة الواسعة من التحريض والطرد، ماذا يفعل المهاجرون الأفارقة الذين لا حول لهم ولا قوة؟ وما هو دور المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمات المعنية بحقوق الإنسان في مواجهة هذا الوضع؟
يبقى السؤال الأهم: لماذا كل هذه الكراهية تجاه الأفارقة؟