مقالات الرأي عالمي

صدع عبر الأطلسي.. كيف يحول ترامب حلفائه الأوروبيين إلى خصوم؟

📝: نضال كرتكيلا

صدع عبر الأطلسي..

 

ترامب وحلفائه.. إلى أين؟

في مقابلة مع قناة “روسيا 1” الحكومية قبل أسابيع، تحدث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موقف أوروبا قائلاً: “سوف يقفون جميعاً عند أقدام السيد (ترامب) ويحركون ذيولهم قليلاً. كل شيء سيعود إلى مكانه الصحيح.”

وبعد هذا التصريح، وقبل أن يمر شهر، أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكالمة هاتفية استمرت 90 دقيقة مع الرئيس الروسي، ولكن لم تكن لتوبيخه. فعلى العكس من ذلك، طال الحديث بينهما عن “نقاط القوة” في كل من روسيا والولايات المتحدة، وعن “الفوائد العظيمة” التي يمكن تحقيقها بالتعاون بين البلدين. وبالطبع، لم تغب الحرب الأوكرانية عن النقاش، إذ تم الاتفاق على بدء مفاوضات حول مصير أوكرانيا، مع اختيار الرياض كمحطة أولى لاستضافة هذه المحادثات.

وبالفعل، شهدت العاصمة السعودية الرياض يوم الثلاثاء 18 فبراير/شباط اجتماعات جمعت مسؤولين أميركيين، لكن دون مشاركة الأوكرانيين أو الأوروبيين. وبعدها، وصف بوتين المفاوضات بأنها جرت في أجواء “ودية” وكانت نتائجها “إيجابية”.

وقبل لقاء الروس والأميركيين بعيداً عن أوروبا، حضر نائب الرئيس الأميركي جاي دي فانس مؤتمر ميونيخ للأمن، وفي قلب أوروبا ألقى نائب ترامب خطاباً استفزازياً شبّه فيه القادة الأوروبيين بالحكام المستبدين الذين قادوا الأنظمة القمعية خلال الحرب الباردة. وبعد أسبوع فقط، صعّد فانس تهديداته، ملمحاً إلى إمكانية سحب القوات الأميركية من ألمانيا.

ومن هنا، هرع القادة الأوروبيون إلى عقد اجتماع طارئ في باريس في محاولة لاحتواء الصدمة. في الوقت ذاته، انطلقت موجة من التحليلات في الصحف الغربية، حيث بدأ المراقبون والمحللون في الحديث عن تصدّع غير مسبوق داخل حلف شمال الأطلسي، متسائلين: هل انتهى التحالف الغربي الذي استمر لأكثر من ثمانين عاماً؟

وقد لخّص المعلق جدعون راشمان من صحيفة فايننشال تايمز الموقف الأوروبي بقوله: “طموحات إدارة ترامب السياسية في أوروبا تعني أن الولايات المتحدة أصبحت، في الوقت الحالي، خصماً أيضاً.” فهل نشهد بالفعل تحوّل حلفاء الأمس إلى خصوم اليوم؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى