تأثير التكنلوجيا على الاطفال: مابين المسموح والمحظور
بقلم : ناهد الروبي

تُشابه عقول الأطفال الأوراق البيضاء، حيث يسجل فيها أولى معارفهم وتعاليمهم من الوالدين والإخوة، ثم تتسع دائرة المعرفة لتشمل الأقارب والمجتمع. ومع دخول التكنولوجيا إلى عالمنا، أصبح لها دور مؤثر في تشكيل وعي الأطفال، مما يفرض ضرورة التدقيق في المساحة الفاصلة بين المسموح به والمحظور.
التأثير السلبي للتكنولوجيا على سلوك الأطفال
تؤثر الأجهزة الرقمية على الخلايا العصبية للإنسان، وبالنسبة للأطفال فإن هذا التأثير قد يكون أكثر خطورة، حيث يؤدي إلى:
الانعزال والعصبية: الطفل الذي يقضي ساعات طويلة أمام الشاشات يصبح أكثر انطواءً، ويظهر عليه التوتر والانفعال السريع.
ضعف التركيز وقلة الصبر: يؤدي الاستخدام المفرط للتكنولوجيا إلى نقص في القدرة على التركيز، وقد يصاحب ذلك نوبات غضب وصراخ غير مبرر.
اضطرابات النوم والهلوسات: الاستخدام الليلي للأجهزة الإلكترونية قد يؤدي إلى مشاكل في النوم، تشمل الأرق ورؤية خيالات غير واقعية.
التأثير الإيجابي للتكنولوجيا على الأطفال
لا يمكن إنكار الفوائد العديدة التي توفرها التكنولوجيا للأطفال، حيث تسهم في:
توسيع المعرفة والمهارات اللغوية: تتيح التكنولوجيا للأطفال الوصول إلى مصادر معرفية متنوعة، مما يعزز من مفرداتهم ويثري معلوماتهم.
التعليم عن بُعد: أصبح التعلم الإلكتروني وسيلة مهمة لمواصلة الدراسة، وقد استفاد منه الأطفال في السودان لسد الفجوة التعليمية التي نتجت عن توقف العام الدراسي بسبب الحرب.
التطبيقات التعليمية: توفر العديد من التطبيقات التعليمية وسائل تفاعلية تحفز الأطفال على التعلم بطرق ممتعة وفعالة.
الرقابة الأسرية: خلق معادلة متوازنة
بين الفوائد والأضرار، يكمن دور الوالدين في ضبط استخدام الأطفال للتكنولوجيا بحكمة. فمنحهم الحرية الكاملة قد يعرضهم لمخاطر نفسية وصحية، بينما تقييدهم الشديد قد يحرمهم من فرص تعلم مفيدة. لذا، من الضروري إيجاد توازن يضمن لهم خوض تجربة الحداثة ولكن تحت رقابة واعية، بحيث لا تؤثر التكنولوجيا على أنشطتهم اليومية الطبيعية وتفاعلهم الاجتماعي.
ختامًا، تظل التكنولوجيا سلاحًا ذو حدين، ويعتمد تأثيرها على الأطفال على كيفية استخدامها وتوجيهها. لذا، فإن الدور التربوي للأسرة يظل العامل الأهم في تحقيق الاستفادة المثلى منها دون الإضرار بصحة وسلوك الأطفال.